عندما بدأنا بمنصَّة ‘‘ديزاين’’، كانت فقط مجرَّد فكرة.
كانت رشا بركات، المؤسِّسة، تشعرُ بأنَّ هذا المجال لا يحظى بدَعْم مثل الدعم المقدَّم لمجال التكنولوجيا في الأردنّ. هناك الكثير من المواهب في الأردنِّ دون شكّ، لكن لماذا لا يتلقَّونَ الدعم؟
حينها بدأتُ أنا، سيما نجَّار، بالتعاون معها، فبدأت تتحقَّق الرؤية بمساعدة شامخ البلوي، ووجدنا الدعم الكبير من معالي السيِّد أحمد الهناندة، والذي كان يشغل حينها منصبَ الرئيس التنفيذيِّ لشركة زين.
لم تكن لدينا فكرةٌ عن كيفيَّة البدء. كنَّا على يقين أنَّنا نحتاجُ إلى أيِّ دَعْم يُقدِّم لنا؛ لأنَّنا كنَّا نفتقدُ إلى الأساسيَّات المتعلِّقة بمجال التصميم في الأردنّ. لذا، وبعد الكثير من البحث، قرَّرنا أن ننفِّذَ منصَّة ‘‘ديزاين’’ و بدعم من شركة زين، بالتركيز على المصمِّمين الذين يُنتجون السِّلَع، أيِّ شخصٍ يقدِّمُ سلعًا، سواء في الموضة أم الديكور المنزليّ، أم حتَّى القرطاسيَّة.
عندها، وجدنا أنَّ المواهبَ المحلِّيَّة كانت محفَّزةً بشغف، وبالحاجة إلى الإبداع والتأثير، وكانت في الوقت نفسه متعطِّشة إلى تمثيل الأردنِّ وإرثه والمحافظة عليه وجَعْله علامةً في هذا العالم. لدينا الكثير من المواهب الإبداعيَّة، على نحوٍ يفوق التصوُّر.
إنَّنا نسعى إلى التغيير والنموِّ والظهور في مجال التصميم، على المستويات المحلِّيَّة والإقليميَّة والعالميَّة. لكنَّ ما ينقصنا هو شهادات متخصِّصة في مجال التصميم والبرامج التعليميَّة المتعلِّقة به. هنالك دون شكٍّ بعضُ المعاهد الممتازة التي تقدِّم بعضَ الموادِّ المتعلِّقة بالتصميم، لكنْ ليسَتْ هناك مثلًا مؤسَّسةٌ قادرةٌ على تقديم شهادةٍ معتمَدة عالميًّا في تصميم الأزياء، كما لا توجد معاهدُ كافية لتلبِّي متطلَّبات المجتمع.
لذا فالكثير من المصمِّمين المحلِّيِّين يعتمدون على أنفسهم، ويتعلَّمون بالتجربة، ويبدأون مباشرةً بالتصميم دون أن يتمتَّعوا بالعلم الكافي لإدارة أعمالهم في هذا المجال.
ومن هناك كانت البداية، فرُحنا نركِّز على الجانب المتعلِّق بإدارة الأعمال. قد يبدو مملًّا في البداية، لا سيَّما للمصمِّمين المبدعين الذين يفكِّرون في أعمالهم وتفاصيل سِلَعِهم ومنتجاتهم والألوان المستخدَمة بحسب المواسم. لكنْ لاستدامة أيِّ مشروع أو تصميم، عليهم معرفة أساسيَّات إدارة الأعمال من تسويق المنتجات وتطويرها حسب متطلَّبات السوق، وتسعيرها لتحقق الربح واستدامة مشاريعهم.
أطلَقْنا أوَّل تدريب مكثَّف لنا في كانون الأوَّل/ديسمبر ٢٠١٧م، وتكوَّن من ٥ أيَّام تركِّز على إدارة مشاريعهم، وضمَّ في البداية ٢٥ مصمِّمًا. وأردنا أن يتواصلوا بعضهم مع بعض. عندما أعلَنَّا عن بَدْء فَتْح باب التقدُّم للتَّدريب، ظننَّا أنَّ من الصعب جدًّا الحصول على ٢٥ مصمِّم مهتمين بالاشتراك. وصعقنا بتقدُّم ٤٠٠ طلب. وبيَّن هذا لنا أنَّنا كنَّا على المسار الصحيح.
وبعد ٣ سنوات و٤ تدريبات، دعمْنا أكثر من ١٢٠ مصمِّمًا بواسطة منصَّة ‘‘ديزاين’’. كما أنَّنا مستمرُّون في إرشادهم على مدى سنوات، وكنَّا نُقيمُ حدثًا كلَّ سنتَين لمساعدتهم في بَيع بضائعهم في السوق المحلِّيَّة في ‘‘سوق ديزاين’’.
إنَّ مستقبلَ مجال التصميم في الأردنِّ في نموٍّ مستمرّ؛ فهم فقط بدأوا بالحصول على الدعم الذي يستحقُّونه ويحتاجون إليه بواسطة بعض هذه المبادرات الرائعة. كلُّ ما يمكنُني قَولُه الآن: انتبهوا إلى المصمِّمين المميَّزين الذين سيحتلُّون عالم التصميم قريبًا!