تحويل الشغف إلى عمل

ياسمين المصري
المصمم هو شخص لديه افكار ابداعيه … و يبحث عن طرق لتطبيقها على ارض الواقع..

حتى يتحول ما يراه المصمم في ذهنه الي حقيقة يجب عليه ان يخوض رحلة طويلة مليئه بالتعلم ، من ابسط الأمور التي تتعلق بإختيار المواد و تناسبها مع بعضها البعض و حتى يصل الى تنسيق الالوان و المظهر الخارجي لها بشكل عام.

عندما بدأت مشروعي بالرسم على “”غلاف”” الهواتف النقاله في ٢٠١٢ بمجرد النظر الي الغلاف قد تظن انك تنظر الي لوحه فنيه من تكنيك الرسم و الألوان لكن في الحقيقة انت ترى سنوات من التجارب الكيميائية حتى تصبح الرسمه على الغلاف قادره على تحمل الاستعمال الشخصي و الظروف البيئية المختلفه.

ففي رحلتي .. وجدت نفسي اتعلم خصائص المواد الكيميائيه و تصنيعها الأساسي و شاهدت تفاعلات عجيبة عند مزج الالوان ذو الخصائص الكيميائيه المتنافرة على البلاستيك من تكون فقاعات غريبة .. او حتى ذوبان و اختفاء الكفر البلاستيكي!

علاوةً على ذلك، سيكون لدى المصمِّم أمورٌ عدَّة يجب أن يضعَها في الحسبان، مثل كيفيَّة تسعير المنتج، وكيفيَّة عرضه وتغليفه وترويجه وبيعه على أرض الواقع.

‎أن تصنعَ شيئًا وأن تحاولَ أن تحتويَ هذا المنتج من جميع جوانبه وامتيازاته إلى أن تكتملَ الصورة الكاملة التي تتصوَّرُها في عقلك هو أمرٌ غير متوقَّع بتاتًا، لكنَّها رحلةٌ مُثرِية ‎بالمعلومات والتجارب والإصرار والتعب والكثير الكثير من الفشل.

لكنَّك عندما تصلُ إلى النتيجة النهائيَّة، فسوف تشعر حقًّا بشعورِ الأم التي تحمل طفلها للمرَّة الأولى.

إضافةً إلى ذلك، كانت تصاميمي في البداية بسيطة جدًّا من خطوط وأشكال تجريديَّة، والكثير من الألوان.

كانت فكرة أن يختار العميل التصميم جديدةً، و خارجةً عن المألوف. فأصبح العملاء يقترحون عليَّ أفكارًا ورسومًا محدَّدة. وعندما أنشرُ صورةً جديدةً لتصميم جديد، تعجِبُ أناسًا كثيرين ويطلبونها.

أحيانًا يعتمدُ عملُنا على الإبداع وابتكارِ أمورٍ جديدة، أي أنَّ الأفكار والتصاميم التي أبيعها ليست أفكاري وحدي، بل هي أفكار الكثير من العملاء الذين وثقوا بي.

منذ ٩ سنوات، كان أغلبُ معروضاتي هي فكرةَ لأحد المشتَرين، وقد عملتُ على تطبيقه.

في النهاية، فكرتك الصغيرة تصبح تصميمًا.
وعند تنفيذها، تصيرُ أنت الصانع،
ثمَّ تتحوَّل إلى مروِّجٍ وبائعٍ ومسعِّرٍ ومسوِّقٍ إلكترونيٍّ بارع.

أنت الكلُّ في الكلّ.