في عصر التكنولوجيا، أصبحت نماذج العمل متغيِّرة؛ لأنَّ التكنولوجيا غيَّرت الأنماط الموجودة في السوق. فأصبحنا جميعًا نعيش في مجتمعات متغيِّرة، علامات تجاريَّة متغيِّرة، وسلوك عملاء متغيِّر. فكيف يميِّز الشخص الخدمات التي تبحث عنها المجتمعات اليوم؟ وكيف تجري إدارة الاتِّجاهات المتغيِّرة؟
أحد مُنشِئي المجتمع الفريد والمبدع أسامة خليل، مصمِّم العلامات التجاريَّة، فهمَ قوَّة العلامة التجاريَّة والمجتمعات ودورها في توجيه سلوك العملاء. ويرى أسامة أنَّ العلامات تُضفي لمسةً عاطفيَّةً وعلاقة ما بين المنتَجات والعملاء.
الابتكار والنموّ
عمل أسامة في بيئة التصميم في الأردن منذ أربع سنوات، ويتمحور تركيزه على بناء مجتمعات للمصمِّمين في الأردن. نظَّمَ أسامة أكثر من ٢٠ حدث وفعالية لأكثر من ٤٠٠٠ مشارك. وقبل أربع سنوات، انضمَّ إلى قسم مسؤوليَّة ريادة الأعمال في شركة زين الأردن، وعمل على تطوير هذا المجتمع ورَبْط الشباب الأكثر ابتكارًا وإبداعًا بحلقة من المبتدئين والمهنيِّين والخبراء في مختلف المجالات. في أثناء عمله في منصة زين للإبداع ‘‘زينك’’، أدار أسامة وطوَّر برامجَ عالية التأثير، مثل زين المبادرة، وبرنامج تنمية سيِّدات الأعمال الرياديَّات، بحيث أتاحت فرصًا جديدة للشركات الناشئة.
وكان أحد هذه الأحداث البارزة هو ‘‘معركة التصميم’’. وهو حدث يجمع المصمِّمين مدَّة يومَين تحت سقف واحد لحلِّ التحديات التي لها تأثير اجتماعيّ. وقد مكَّنَ هذا الحدث المشاركين من حلِّ المشكلات المجتمعيَّة باستخدام أحد مجالات التصميم المختلفة (الرسم والتصميم الداخليِّ والهندسة المعماريَّة وتصميم الأزياء والهندسة الصناعيَّة، وغيرها. علاوة على ذلك، أعطى المصمِّمين فرصةً لتوسيع شبكاتهم وتبادُل المعرفة والخبرة بتعلُّم مهارات مختلفة بعضهم من بعض.
في عام ٢٠١٥م، قرَّر أسامة تأسيس عائلة تصميم لزيادة وعي الناس بأهمِّيَّة التصميم في حياتهم، ومقدار ما يحتاجون إليه، لذلك نظَّموا ورشَ عمل ومحادثات، وترجموا مقالات إلى العربية. انتشر تأثيرها إلى أكثر من ٤٠ ألف متابع على منصات وسائل التواصل الاجتماعيّ، وكان لديهم أكثر 4 من آلاف مشارك يحضرون فعالياتهم.
بعد ثلاث سنوات، قرَّر أن يكون أكثر تحديدًا وشفافية في الوقت نفسه، لذلك بدأوا بمنافسات ‘‘ديزاين باتلفيلد’’ بوصفه فعاليَّةً تُقام على مدار يومين (هاكاثون)، ويجمع المصمِّمين لتوليد تأثير اجتماعيٍّ بواسطة التصميم، سواء كان ذلك بتوصيل رسالة محدَّدة أم بإنتاج شيء له تأثير في المجتمع. الجزء المفضَّل لأسامة في فعاليَّة ‘‘ديزاين باتلفيلد’’ هو القصص وراء كلِّ منافسة. في واحدة من تلك المنافسات، طبعوا ١٥٠ ألف كوب للتصميم الفائز لتقديم شكر للنساء على دورهنَّ في صناعة القهوة، بدءًا من اختيار حبَّات البنِّ إلى الأكواب في أيديهنّ.
كانت تلك المنافسات بالشراكة مع مقهًى محلِّيٍّ مشهور في الأردنِّ يُدعى ‘‘ديميتريس كوفي’’. وحصلت منافسةٌ أُخرى تهدف إلى زيادة الوعي بالعلوم بواسطة التصميم، والذي عملَ المشاركون فيه على شيء من أجل العلوم. وكانت نتيجة المنافسة، حصول مصمِّمين على عقد عمل مع ‘‘معهد فاي للعلوم’’. إنَّ لديهم المزيد من القصص لسردها، ويسعون إلى سرد قصص أخرى أيضًا.